أسمدة ومبيدات ذكية لتغذية النباتات
باستخدام تكنولوجيا النانو
أكد د. طاهر صلاح الدين مدير المعمل المركزى للنانو تكنولوجى بمركز البحوث الزراعية فاعلية استخدام التقنيات الحديثة فى إنتاج الأسمدة الذكية والمبيدات الحشرية، التى تتميز بانخفاض أسعارها، وسهولة رشها، إلى جانب أثرها الصحى الآمن على النبات والإنسان والتربة مقارنة بالأسمدة الكيماوية المتداولة حاليا.
وأوضح د. طاهر ـ خلال اللقاء الأسبوعى لـ«نوادى الأهرام» ـ أن الفدان لا يحتاج إلى أكثر من كيلو جرام من الأسمدة في هذه الحالة، وذلك على العكس من الأسمدة المتداولة التى يحتاج فيها الفدان إلى ما بين 3 إلى 4 أجولة.
وأشار إلى أن هناك بحوثا متعددة فى استخدام تكنولوجيا النانو فى مجال إنتاج الأسمدة التى تم إنتاجها بالفعل بمصر بالمراكز البحثية وتم دراسة عوامل السلامة والأمان فى عمليات التصنيع والإنتاج والاستخدام الزراعى وفقا للمعايير المتبعة بالولايات المتحدة وأوروبا، ولكن لم يتم تسويقها للأسف حتى الآن بسبب عدم وجود تشريعات وقوانين تحدد مواصفات المركبات النانوية فى مجال الزراعة، مما جعل مصر متأخرة فى هذا المجال، إلى جانب أنه لا يوجد جهة متخصصة لمراقبة وتقييم كفاءة المنتجات النانونية المستوردة. وأضاف أن مركز البحوث الزراعية يقوم بعمل أبحاث على استخدام الفحم فى معالجة المياه وتحليتها من خلال تكنولوجيا النانو، إذ إن الجرام الواحد يكفى لمعالجة 2600 متر مربع من المياه دون أدنى تأثير على الصحة، وهذا العمل منشور فى مجلات عالمية.
وأوضح أن هناك مفهوما خاطئا عن المبيدات الحشرية لدى الناس، فكلمة"مبيد" تعنى أنه قاتل للحشرة، وقد يؤثر على الإنسان إذا ارتفع تركيزه أو استعمل أكثر من مرة بالتربة، مما يؤدى إلى حدوث مشكلات صحية للإنسان.
واستدرك: "تكنولوجيا النانو قدمت لنا أيضا العديد من الحلول لهذه المشكلة، ومنها إنتاج مبيدات حشرية يتم رشها على النبات، تتميز بلونها الشفاف الذي يمكنها من وصول الضوء إلى النبات، وأن به مساما تسمح للنبات بأن يتنفس. هذا المبيد يعمل كطبقة من الزجاج على النبات، فلا تستطيع الحشرة أن تخترقه للوصول إلى النبات؛ لأنه يصبح بمثابة حائل بين الحشرة والنبات. كذلك تم عمل أسمدة وُضعت بها المبيدات النانونية داخل كبسولة نانومترية، وهذه الكبسولة بها ثقوب تخرج المبيدات بشكل منتظم كل 3 شهور بتركيزات صغيرة لا تضر الإنسان، وكذلك هناك مركبات تتفاعل مع الضوء لقتل اليرقات .
وتابع: "نحن الآن نقوم بإنتاج أسمدة نانومترية تتميز بمجموعة من الخصائص، هى أن حجمها صغير جدا، وترش على الورق والمناطق المصابة، ولا نحتاج إلى رشها على التربة، وثانيا: هي سريعة الامتصاص، وهذا يعنى أنها تُرش فى الوقت الذى يحتاج إليه النبات، وفى الجزء المصاب فقط من الأرض. كمية هذه الأسمدة صغيرة فلا يحتاج الفدان إلى أكثر من كيلو واحد فقط، إلى جانب أن سعر الكيلو 25 جنيها، إذ إن الكيلوجرام من النانو فوسفات يمكن أن يُستخدم لرش مساحة فدان، وذلك على عكس الأسمدة التقليدية التى يحتاج فيها الفدان إلى 4 أجولة، وزن الجوال 50 كيلو جراما، مما يزيد التكلفة، إلى جانب أن الأسمدة النانومترية آمنة على البيئة والإنسان، ومفيدة للنبات.
إلى جانب هذه المركبات النانونية التى ننتجها فى المعمل من خلال شباب الباحثين.. نقوم بعمل النانو بوتاسيوم، والنانو كالسيوم وغيرها من الأسمدة النانومترية، التي تُستخدم فى شكلها العادى من خلال جراكن تُخفف وترشعلى النباتات، باعتبارها رخيصة وآمنة على الإنسان والنبات والتربة، حتى وإن رشها الفلاح أكثر من الجرعات المحددة. لكن إلى الآن، وبعد إنتاج هذه الأسمدة فى المعامل لم نستطع تسويقها أو تصنيعها على المستوى الأكبر من خلال المصانع والشركات نظرا لعدم وجود تشريعات وقوانين تسمح لنا بذلك مما يجعلنا متأخرين فى هذا المجال.. فنحن نحتاج إلى ثورة قوانين فى مجال تكنولوجيا النانو للاستفادة منها فى المجال الزراعى".